يقصدها عشرات الآلاف من الطيور المائية.. سبخة الجبول واحدة من أندر الأراضي الرطبة في المنطقة

أخبار
1333763961.jpg1333763961.jpg

تشتهر سبخة الجبول والتي تقع على بعد 40 كيلو مترا جنوب شرقي حلب وتتربع على مساحة 2700 هكتار بالتنوع الحيوي الفريد والمناظر الطبيعية الخلابة وغناها النباتي إذ ينمو فيها أكثر من 50 نوعا من النباتات المحلية فضلا عن أنها تعد مقصدا لعشرات الآلاف من الطيور المائ

التي تؤمها كمحطة استراحة مرحلية أو لقضاء فصل الشتاء على أرضها الرطبة وخاصة الانواع المهددة بالانقراض عالمياً.

وفي عام 2004 أقرت البعثة السورية للأراضي الرطبة السبخة كمحمية طبيعية إضافة لكونها منطقة رطبة وبما أنها تعتبر واحدة من أندر الأراضي الرطبة المتبقية في منطقة الشرق الأوسط فقد صدقت اتفاقية رامسار الدولية للأراضي والمناطق الرطبة في عام 1998 على اعتبارها أرض رطبة ذات أهمية عالمية.

ويوضح المهندس محمد النفوس مدير شؤون البيئة في حلب أن النظام الزراعي البيئي لسبخة الجبول يشكل موئلا لـ27 قرية تحيط بالسبخة ويستفيد قرابة 50000 نسمة وتتميز هذه القرى بتناغمها مع موارد السبخة حيث تعتمد مجتمعاتها المحلية على الإنتاج الحيواني و استخراج الملح وصيد الأسماك و جميعها تراعي سلامة النظام البيئي.

والنظام البيئي للسبخة تأثر خلال العقود المنصرمة وفقا للمهندس النفوس بتراكم المياه والهواء الملوثين نتيجة الأنشطة الصناعية كمصنع الشوندر السكري في مسكنة ومصنع البطاريات والمحطة الحرارية ومصنع الكلورين ومطاحن الدقيق إضافة إلى التوسع العمراني و الاستعمال المفرط للمبيدات والأسمدة الزراعية ما شكل تهديدا للنظام الزراعي البيئي مضيفا أن المديرية تعمل على إلزام جميع المعامل بمحطات معالجة تحقق مواصفة الرمي إلى المسطحات المائية والتقليل من استخدام المبيدات الحشرية و الأسمدة الكيماوية كونها تعمل على تلوث مياه الصرف الزراعي وتركيب وحدات معالجة الغازات.

ولفت مدير شؤون البيئة إلى أهمية تضافر جهود جميع الهيئات الحكومية والمجتمعات المحلية لحماية النظام البيئي الفريد للسبخة والحفاظ على تنوعها الحيوي حيث تصنف الثانية في منطقة الشرق الأوسط لجهة استخراج الملح والذي تصل كمية المنتج منه إلى 12 ألف طن سنوياً.

مدير شركة الصرف الصحي بحلب المهندس يوسف النجار يعتبر مياه الصرف الصحي القادمة من منطقة وادي الذهب و السفيرة والقرى الصغيرة المحيطة من أهم مصادر التلوث في بحيرة الجبول موضحا أن معالجتها تمت من خلال إنشاء محطات معالجة للمياه في قرى الجبول و التجمعات السكانية الواقعة على محيط البحيرة.

ويشير النجار إلى التلوث الناجم عن بعض المنشآت القريبة من السبخة التي تصدر عنها مياه صرف صناعية شديدة الضرر تنتهي عند البحيرة ما يتطلب معالجتها مسبقا قبل طرحها لاحتوائها الكثير من المعادن الثقيلة والمركبات السامة التي لها خاصية التراكم في الأنسجة لافتا إلى وضع دراسة متكاملة لرفع التلوث عن محيط البحيرة وذلك عن طريق ربط التجمعات السكانية وإنهائها بمحطات معالجة.

ويرى الدكتور محمود الصلح مدير المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة إيكاردا أن السبخة التي تعد مثالا لنظام بيئي فريد وغير مستقر عانت من تغيرات كثيرة نتيجة النشاطات البشرية ما أدى إلى تبني مبدأ الاستعمال الرشيد للأراضي الرطبة و المحافظة على خصوصيتها البيئية المميزة لخدمة المجتمع ضمن منظور التنمية المستدامة.

ويضيف الصلح.. إن الطبيعة الجغرافية المميزة و القدرات البيئية والفرص الاقتصادية لسبخة الجبول كونها من مناطق الاستقرار الزراعي المطري فضلا عن موقعها الاستراتيجي على طريق هجرة الطيور الإفريقية والآسيوية والأوروبية جعل منها منطقة تنوع حيوي ذات أهمية عالمية موضحا أن المركز قدم العديد من الأبحاث والدراسات بالتعاون مع الجهات الحكومية للحفاظ على التنوع البري والاستعمال المستدام للموارد الطبيعية و صون النظام البيئي لسبخة الجبول.

ويوجد حول السبخة بعض الآثار القديمة لمستوطنات من عهد البرونز وعصر الحديد إضافة إلى تلال وخزانات أرضية وقنوات مائية من أنظمة ري جوفية ومدرجات زراعية ومبان وأطلال من العصر الهلنستي والروماني والبيزنطي والاموي والعثماني فضلا عن أن التراث الأثري للمنطقة يشير إلى أهميتها التاريخية جراء قربها من الطرق التجارية التقليدية كطريق الحرير.

التعليقات

أضف تعليق