" لنحمي مجتمعنا من مرض السل

1335987232.jpg1335987232.jpg

افتتحت اليوم في قاعة أبي بكر الرازي بجامعة حلب أعمال ندوة " لنحمي مجتمعنا من مرض السل " في إطار تعزيز الرامية إلى السيطرة على وباء السل الذي يتصدر قائمة الأمراض القاتلة على مستوى العالم بعد أن وصل عدد المصابين به إلى عشرة ملايين يموت منهم ثلاثة ملايين سنو

أشار الدكتور عابد أمين يكن رئيس جامعة حلب إلى أن الندوة تهدف إلى تبادل الخبرات العلمية والبحثية بين المشاركين فيها والإطلاع على آخر المستجدات البحثية في مجال تشخيص التدرن الرئوي ووبائياته والمساهمة في نشر الوعي الصحي إزاء الأوبئة التي تنتشر من حين لآخر وفقاً لظاهرة عودة انتشار هذا الوباء المعدي الذي يقضي على ملايين البشر في العالم معظمهم من البلدان النامية .

كما عبّر الدكتور سعد النايف مدير صحة حلب عن الأمل أن تتضافر الجهود للقضاء على وباء السل الذي تسبب منذ اكتشاف عصية كوخ عام 1883 بوفاة أكثر من /200/ مليون إنسان ،لافتاً إلى صعوبة السيطرة عليه رغم توفر العلاج الشافي ونجاح سورية في خفض عدد إصابات السل فيها من خمسة آلاف إصابة عام 2000 إلى /3572/ إصابة عام 2011 بفضل برامج التوعية والمكافحة المنظمة له من قبل وزارة الصحة بدعم فني من منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي أدى إلى انتشار المراكز التخصصية ومخابر زرع القشع في المحافظات لتشخيص الإصابة به ومعالجته وتوفير البنى التحتية اللازمة لإطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السل لأعوام 2013-2015 بكل ما ترتكز عليه من أهداف عالمية لمكافحته عبر تخفيض عدد حالات السل بحلول عام 2015 إلى نصف ما كان عليه عام 2000.

الدكتور محمد وليد سنكري رئيس الجمعية السورية لمكافحة السل والأمراض التنفسية يعد من الأطباء الرواد في حلب الذين عملوا منذ خمسينيات القرن الماضي قال في افتتاح الندوة : على الرغم من أن المعالجة الرشيدة للسل تؤدي إلى شفاء 95 % من الحالات فإن الفشل قد يتسرب من خطط التصدي لعصية كوخ المسببة للمرض ربما لأسباب تتعلق بقلة الصبر أو انقطاع في المتابعة أو نقص البحث في أسباب الفشل الصحية والاقتصادية والاجتماعية أو التنفيذ غير الجيد أو الدقيق للخطط الموضوعة ،وقدم مثالاً على ذلك حصول انخفاض هام في نسبة العدوى الدرنية بين الأطفال من طلاب المدارس السورية في السبعينيات من القرن الماضي والذي دفع المختصين آنذاك إلى الاستمرار بالحذر لوجود مؤشرات وبائية هامة لا سيما في مجال الانخفاض المستمر لحالات الإصابة بذات السحايا السلية والسل الدخني عند الأطفال ،بما يعطينا شعوراً حقيقا بأننا ماضون في طريق صحيح يمكن أن يؤدي إلى السيطرة على السل في الأعوام القادمة .

أما عن انتشار المرض محلياً فيؤكد الدكتور سنكري أن الوضع الاقتصادي يؤدي دوراً كبيراً في هذا الانتشار، فالمرض ينتشر بشكل أكبر حيث يكون مستوى المعيشة متدنياً والجهل متفشياً لاسيما في أحياء السكن العشوائي حيث نقص الخدمات واكتظاظ السكان في منازل سيئة التهوية والإضاءة وفي البيئة الرطبة،يضاف إلى ذلك عدم وجود
إحصاءات دقيقة عن أعداد المرضى حيث لا تمثل الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة كل حالات الإصابة الفعلية، فهناك إصابات غير مكتشفة وإصابات لا يراجع أصحابها المراكز المختصة وتقدر دوائر وزارة الصحة أن نسبة الكشف تمثل حوالي 50% من الواقع الفعلي .

الدكتور عبد الله خوري رئيس قسم الأمراض الباطنة في كلية الطب البشري قال إن عودة انتشار وباء السل عالمياً شكّل مبرراً لعرض طرق التشخيص الحديثة التي تتناسب مع ظهور سلالات جديدة من عصياته المقاومة للأدوية التقليدية ولذلك تناقش جلسات اليوم الأول من الندوة التشخيص التفريقي للتدرن الرئوي وإشكالياته ومستجداته وتحاول رسم رؤية تحليلية لإصابات السل بحلب من خلال الأرقام الواردة في إحصائيات مركز مكافحة السل .

حضر افتتاح الندوة نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا ورئيس المكتب الفرعي لنقابة المعلمين ورئيس فرع نقابة الأطباء وعميد كلية الطب والأطباء المشاركون في الندوة

التعليقات

أضف تعليق