رجل دين سعودي "كبير" : "الجهاد" بغير فلسطين "خيانة للملك" وليست خيانه لله

أخبار
1413115625.jpeg1413115625.jpeg

وصف عضو مجلس هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع الطلاب المبتعثين الذين ذهب بعضهم لـ"الجهاد" في سوريا بـ"الخونة"، مطالبا "دعاة الفتنة" أن "يجاهدوا في فلسطين لأنها محتلة (من قبل إسرائيل) منذ أكثر منذ 100 عام".

وأوضح أن "لفظ الخونة، قليل في حق المبتعثين لخيانتهم الأمانة وخروجهم عن الولاية، بعد أن وثق بهم ولي الأمر (الملك) وأرسلهم لتلقي العلم".

وأكد ابن منيع لصحيفة "الاقتصادية" السعودية، أن "من جاهد في العراق وسوريا وليبيا واليمن يعتبر من مطيعي الشيطان وعاصي الرحمن كونها مواطن فتن لا يصح الجهاد فيها"، مطالبا في الوقت نفسه "دعاة الفتنة بأن يجاهدوا في فلسطين إن كانوا قد صدقوا في دعواهم، كونها أولى بالجهاد لأنها محتلة منذ أكثر من 100 عام، مع جزمه بأنهم لن يستطيعوا".

وقال ابن منيع إن إطلاق وصف "خونة" جراء ما فعله بعض الطلاب المبتعثين من استغلال برنامج "خادم الحرمين الشريفين" للابتعاث لأهداف أخرى كالذهاب للجهاد في مواطن الفتن، يعتبر قليلا في حقهم، كون قيادة البلد أملت بهم خيرا ومنحتهم الثقة ولكنهم لم يكونوا أهلا لها.

يذكر أن الوسائل الإعلامية السعودية ومشايخ الافتاء في المملكة دأبوا خلال سنوات الأزمة السورية على التشجيع على "الجهاد" في سوريا، "نصرةً لأشقائهم من الشعب السوري"، بحسب الوصف الذي أجمعت عليه وسائل الإعلام ومنابر "الجهاد"، قبل أن يتغيّر الحال المعلن بعد مرسوم ملكي أصدره عاهل السعودية، قضى بتجريم "الجهاديين" من أبناء المملكة في سوريا وعقابهم بالسجن لفترات تصل إلى 30 عام.

وبينما قد تبدو دعوة الشيخ السعودي إلى الجهاد في الأراضي المقدسة تصحيحاً لبوصلة "الجهاديين"، فإن وصفه الجهاد بغير فلسطين "خيانةً للملك" يعتبر تصريحاً أفلاطونياً، خصوصاً مع إقامة الملك السعودي علاقات مباشرة مع سلطات كيان الاحتلال "الاسرائيلي"، وتنسيقه التعاون مع الدولة العبرية في شؤون عدة، يندرج مشروع "اسقاط النظام السوري" بينها.

وتابع ابن منيع بالاشارة إلى أنه قد "غرر ببعض الشباب المبتعثين في دول الابتعاث للجهاد في سوريا من فئات فتن تحب الفوضى، ونستغرب من طلابنا المبتعثين الذين وثقت بهم السعودية وعملت على تهيئتهم معرفيا وعلميا كي يعودوا بالخير على دينهم وبلادهم أن يسلكوا هذا الطريق المظلم".

وحمّل ابن منيع من ذهب لـ"الجهاد" في سوريا من الطلاب المبتعثين مسؤولية انحرافهم صوب الفتن، التي قد تقضي على الأمن والاستقرار وما هي عليه بلادنا من رخاء وأمان، واستغرب ما شرع عليه بعض الطلاب المبتعثين لـ"الجهاد" في سوريا ، مضيفا: "استغربنا تلك الأفعال منهم، فما قاموا به يعتبر خيانة وانحرافا وخروجا عن الولاية وبيعة ولي الأمر".

يذكر أن عدداً كبيراً من السعوديين ينخرط ضمن الصفوف "الجهادية" في سوريا، وفيما باتت السعودية طرفاً في "التحالف الدولي" المضاد لـ"داعش"، فإن تقارير استخبارية عديدة تشير إلى تورّط المملكة بشكل مباشر في دعم "داعش" وغيره من التنظيمات الأصولية الناشطة في المنطقة، وهو ما أكده سيناتور أمريكي سابق قبل إقل من شهر، حين وصف السعودية بالعنصر المحوري في تمويل "داعش" و"المجموعات المتطرفة".

التعليقات

أضف تعليق